خليلي…
خليليّٓ ما بال الهوى أمره أمرُ
وما بال سرِّي ليس من دونه سترُ
صمتُّ وقالوا إن في الصمت حكمةٌ
وكـــلُّ حكيمٍ لا يذاع لـــه ســرُّ
وَلَكِنْ وجدت الدهرٓ لا يرحمُ الفتى
إذا بات في أسر الهوى ماله نصرُ
وفتّٓشتُ في الدنيا على من يعينني
وعدتُ وكفِّي من مطالبها صفرُ
تحطمت الآمال وانتهت المنـــى
وحلّٓـقٓ فــي الآفاق ألويةٌ حمـــرُ
وأظلمت الأيام وانتشر الدجـــى
وشمس الهنا غابت وما طلع البدرُ
فمنْ لي بليلٍ حالكٍ لا أرى بــه
سوى أنجمٍ تبكي فأدمعها غــزرُ
بكيت فكفكفت الدموع لأننـــي
علمتُ بأن اللائمين هنـــا كثرُ
فما كف دمعي حين عني ترحلتْ
ركاب الذي أضحى بقلبي له قصرُ
وأسكنتهُ عقلاً وقلباً ترفعــــا
عن الحب إلا حبه والهوى سحرُ
نأيت حبيب القلب والقلب مثخنٌ
جراحاً فلا نهيٌ لديّٓ ولا أمرُ
أردُّ قضاءٓ اللَّهِ كلّٓا وليس لــي
سوى الصبرإمّٓا ينفع المبتلى صبرُ
تحملت زفراتٍ بها الفجر قد دَنا
فمنْ لي بزفراتٍ أتاني بها العصرُ
رحلتٓ وخلفتٓ الفؤاد بــحـسـرةٍ
يصُبُّ دماً والجمرُ يوقدهُ الجمــرُ
وإن كانت الأيام أسقتني الأسى
مراراً فلا خوفٌ هناكٓ ولا ذعــرُ
وَلَكِنْ نواك اليوم ألفيتُ طعمــهُ
مريراً وأحلى من مرارته المـــرُّ
أقول وفي صدري لهيبٌ حسبتُـهُ
يفجِّرني لولا الكـتـابــةُ والـشـعـرُ
أقول وأشواقي إليــك ســحائبٌ
إذا أمطرتْ غيثاً يفيضُ بها البحرُ
أتذكرنـــي والليلُ مرخٍ سدولـــهُ
فللحب ذكرى يستلذُّ بها الفـكــرُ
وتكتبُ عني في خيالك قصـــةٌ
يجود بها إن ما بخلتٓ لي الحــبرُ
وترسمُ لوحاتٍ من الشوقِ ترتوي
بدمعكٓ إن ما بات في قلبك الذكرُ
فقد كنتٓ لي شمساً وفجراً تلازما
فٓمِلْآنٓ لا شمسٌ لديّٓ ولا فجـــرُ
وكنتٓ رفيقي بين غادٍ ورائـــحٍ
وكنا سوياً مثلنا المـــاءُ والبحـــرُ
فكمْ ينجلي عني الأسى بوجومهِ
إذا سلْهمتْ عيناكِ وابتسمٓ الثغرُ
ويرتاحُ قلبي حينٓ ألقاك جــنّٓـــةً
مُدامي بها ريقٌ وظــلِّي بها شٓعْرُ
وفاكهتي نهدٌ وداليتـــي لـــمـــى
وباقي نعيمي ذلك الجيدُ والـنحــرُ
إذا لفني ليل الدُّجى كنتٓ بـــدرٓهُ
وإن باتٓ بي يأس فأنتٓ ليٓ البشرُ
وكنتٓ ربيعي لا أرى في ظلالـــهِ
سوى زهرةٍ فيحـاءٓ بلّٓــلها العِطْــرُ
وإن تبخل الأنواءُ بالـغــيثِ مـرّٓةً
فأنتٓ لنفسي ذلك الغيثُ والقطْــرُ
فَأَنَّى لنفسي بعدما البينُ بانٓ لــي
حواجبُهُ قُطْــــبٌ وأعينُه شُـــــزْرُ
تهاوى أمامي صرحُ حبي وقُوِّضتْ
بنفسيٓ أحلامٌ كـواكــبهــا زُهــرُ
ربيعُ حياتي أين منــهُ زهــــورُهُ
تحوّٓلٓ صـيفاً بعد أنْ سقطٓ الزهـرُ
وأينكٓ يا غيثٓ الفــؤادِ أمـا تــرى
بأنّٓ روابي القـلبِ قــاحــلةٌ قـٓفْـرُ
ألا يا حبيبٓ القلبِ ذكراك جـنّٓتي
وذكرُكٓ لَنْ أنساهُ ما بقيٓ العمـرُ
وعهدُك محفوظٌ على طائل المدى
إذا ما الليالي شغلها الغدر والمكرُ
وسرُّكٓ في قلبي وبين جوانحــي
بـبـئـرٍ من الكتمانِ ليسٓ لها قــعرُ
حبيبٓ فؤادي لا رعى الله قائلاً
يَقُولُ بأن الحبّ يقتله الهجرُ
ملائكةٌ للشعرِ عندي لباسهــا
هواكٓ ومن ذكراك تاجٌ لها تبرُ
ستقطف أزهار البيان قصائداً
وتسمع آذاناً بها صممٌ وقْـــرُ
فكم قصةٍ للــحب خلد ذكرهــا
قريضٌ وعن تخليدها عجز النثرُ
فقلبيٓ آهاتٌ إذا خلتُ أنـَــهـا
تزولُ جـرى من نبعها بالأسى نهرُ
ونفسيٓ حسراتٌ لها الدهـرُ موقــدُ
ولـمّٓا يزلْ بي يخفقُ القلبُ والصدرُ
فهل لك من قولٍ وقد حلّٓ بيننا
فراقٌ وأسقانــا بعلقمِــهِ الغــدْرُ
سقطنا لهزاتِ الزمـــانِ فريســـةً
فأنشبٓ فينا من مخالبــهِ الدهـــرُ
فأرواحنــا فــي حبنـــا مستظلــةٌ
وأجسادنا عن دفنهـا غمض القبرُ
فللهِ كمْ واشٍ بِنَا اليومٓ شـامــتٍ
ويبدو غرابُ البينِ إن يهرمِ الصقرُ
فإن يشمتوا ما ضرّني ذاك منهـمُ
وما قاله زيـدٌ ومـا زاده عمــرو
وقدعلموا إِنْ مااستبقنا إلى الوغى
ليِ الفارسُ المقدامُ والضمّـرُ الشقرُ
وأني إذا ما الحربُ حطّت رحالٓها
فلي صارمٌ فــردٌ ولي أمــةٌ بِكْــرُ
كريمٌ وفي العلياءِ لي خيرُ منزلٍ
وتعرفني إن يجهلوا البيضُ والسمرُ
شعاري هو التوحيدُ في كل موطنٍ
وفي حضرة الإسلامِ ينخذلُ الكفرُ
أنا من تهاوى عنده كلُّ باطــلٍ
يظللني بالحـقّ ألـٓويــةٌ خــضـــرُ
ويشرقُ في نفسي ضياءّ من الهدى
وذاك لٓعٓمري دونٓ فخرٍ هو الفخـرُ
زايد الحارثي
خليليّٓ ما بال الهوى أمره أمرُ
وما بال سرِّي ليس من دونه سترُ
صمتُّ وقالوا إن في الصمت حكمةٌ
وكـــلُّ حكيمٍ لا يذاع لـــه ســرُّ
وَلَكِنْ وجدت الدهرٓ لا يرحمُ الفتى
إذا بات في أسر الهوى ماله نصرُ
وفتّٓشتُ في الدنيا على من يعينني
وعدتُ وكفِّي من مطالبها صفرُ
تحطمت الآمال وانتهت المنـــى
وحلّٓـقٓ فــي الآفاق ألويةٌ حمـــرُ
وأظلمت الأيام وانتشر الدجـــى
وشمس الهنا غابت وما طلع البدرُ
فمنْ لي بليلٍ حالكٍ لا أرى بــه
سوى أنجمٍ تبكي فأدمعها غــزرُ
بكيت فكفكفت الدموع لأننـــي
علمتُ بأن اللائمين هنـــا كثرُ
فما كف دمعي حين عني ترحلتْ
ركاب الذي أضحى بقلبي له قصرُ
وأسكنتهُ عقلاً وقلباً ترفعــــا
عن الحب إلا حبه والهوى سحرُ
نأيت حبيب القلب والقلب مثخنٌ
جراحاً فلا نهيٌ لديّٓ ولا أمرُ
أردُّ قضاءٓ اللَّهِ كلّٓا وليس لــي
سوى الصبرإمّٓا ينفع المبتلى صبرُ
تحملت زفراتٍ بها الفجر قد دَنا
فمنْ لي بزفراتٍ أتاني بها العصرُ
رحلتٓ وخلفتٓ الفؤاد بــحـسـرةٍ
يصُبُّ دماً والجمرُ يوقدهُ الجمــرُ
وإن كانت الأيام أسقتني الأسى
مراراً فلا خوفٌ هناكٓ ولا ذعــرُ
وَلَكِنْ نواك اليوم ألفيتُ طعمــهُ
مريراً وأحلى من مرارته المـــرُّ
أقول وفي صدري لهيبٌ حسبتُـهُ
يفجِّرني لولا الكـتـابــةُ والـشـعـرُ
أقول وأشواقي إليــك ســحائبٌ
إذا أمطرتْ غيثاً يفيضُ بها البحرُ
أتذكرنـــي والليلُ مرخٍ سدولـــهُ
فللحب ذكرى يستلذُّ بها الفـكــرُ
وتكتبُ عني في خيالك قصـــةٌ
يجود بها إن ما بخلتٓ لي الحــبرُ
وترسمُ لوحاتٍ من الشوقِ ترتوي
بدمعكٓ إن ما بات في قلبك الذكرُ
فقد كنتٓ لي شمساً وفجراً تلازما
فٓمِلْآنٓ لا شمسٌ لديّٓ ولا فجـــرُ
وكنتٓ رفيقي بين غادٍ ورائـــحٍ
وكنا سوياً مثلنا المـــاءُ والبحـــرُ
فكمْ ينجلي عني الأسى بوجومهِ
إذا سلْهمتْ عيناكِ وابتسمٓ الثغرُ
ويرتاحُ قلبي حينٓ ألقاك جــنّٓـــةً
مُدامي بها ريقٌ وظــلِّي بها شٓعْرُ
وفاكهتي نهدٌ وداليتـــي لـــمـــى
وباقي نعيمي ذلك الجيدُ والـنحــرُ
إذا لفني ليل الدُّجى كنتٓ بـــدرٓهُ
وإن باتٓ بي يأس فأنتٓ ليٓ البشرُ
وكنتٓ ربيعي لا أرى في ظلالـــهِ
سوى زهرةٍ فيحـاءٓ بلّٓــلها العِطْــرُ
وإن تبخل الأنواءُ بالـغــيثِ مـرّٓةً
فأنتٓ لنفسي ذلك الغيثُ والقطْــرُ
فَأَنَّى لنفسي بعدما البينُ بانٓ لــي
حواجبُهُ قُطْــــبٌ وأعينُه شُـــــزْرُ
تهاوى أمامي صرحُ حبي وقُوِّضتْ
بنفسيٓ أحلامٌ كـواكــبهــا زُهــرُ
ربيعُ حياتي أين منــهُ زهــــورُهُ
تحوّٓلٓ صـيفاً بعد أنْ سقطٓ الزهـرُ
وأينكٓ يا غيثٓ الفــؤادِ أمـا تــرى
بأنّٓ روابي القـلبِ قــاحــلةٌ قـٓفْـرُ
ألا يا حبيبٓ القلبِ ذكراك جـنّٓتي
وذكرُكٓ لَنْ أنساهُ ما بقيٓ العمـرُ
وعهدُك محفوظٌ على طائل المدى
إذا ما الليالي شغلها الغدر والمكرُ
وسرُّكٓ في قلبي وبين جوانحــي
بـبـئـرٍ من الكتمانِ ليسٓ لها قــعرُ
حبيبٓ فؤادي لا رعى الله قائلاً
يَقُولُ بأن الحبّ يقتله الهجرُ
ملائكةٌ للشعرِ عندي لباسهــا
هواكٓ ومن ذكراك تاجٌ لها تبرُ
ستقطف أزهار البيان قصائداً
وتسمع آذاناً بها صممٌ وقْـــرُ
فكم قصةٍ للــحب خلد ذكرهــا
قريضٌ وعن تخليدها عجز النثرُ
فقلبيٓ آهاتٌ إذا خلتُ أنـَــهـا
تزولُ جـرى من نبعها بالأسى نهرُ
ونفسيٓ حسراتٌ لها الدهـرُ موقــدُ
ولـمّٓا يزلْ بي يخفقُ القلبُ والصدرُ
فهل لك من قولٍ وقد حلّٓ بيننا
فراقٌ وأسقانــا بعلقمِــهِ الغــدْرُ
سقطنا لهزاتِ الزمـــانِ فريســـةً
فأنشبٓ فينا من مخالبــهِ الدهـــرُ
فأرواحنــا فــي حبنـــا مستظلــةٌ
وأجسادنا عن دفنهـا غمض القبرُ
فللهِ كمْ واشٍ بِنَا اليومٓ شـامــتٍ
ويبدو غرابُ البينِ إن يهرمِ الصقرُ
فإن يشمتوا ما ضرّني ذاك منهـمُ
وما قاله زيـدٌ ومـا زاده عمــرو
وقدعلموا إِنْ مااستبقنا إلى الوغى
ليِ الفارسُ المقدامُ والضمّـرُ الشقرُ
وأني إذا ما الحربُ حطّت رحالٓها
فلي صارمٌ فــردٌ ولي أمــةٌ بِكْــرُ
كريمٌ وفي العلياءِ لي خيرُ منزلٍ
وتعرفني إن يجهلوا البيضُ والسمرُ
شعاري هو التوحيدُ في كل موطنٍ
وفي حضرة الإسلامِ ينخذلُ الكفرُ
أنا من تهاوى عنده كلُّ باطــلٍ
يظللني بالحـقّ ألـٓويــةٌ خــضـــرُ
ويشرقُ في نفسي ضياءّ من الهدى
وذاك لٓعٓمري دونٓ فخرٍ هو الفخـرُ
زايد الحارثي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق